الأربعاء، 6 يونيو 2012

سامحنـــي يا قلـــب


تتراقص أطياف من وهج كوميض البرق الحارق حولي
أحسها داخل نبضي هنا و هناك
تحملني كالطفل بلا قوى .. أستسلم .. أغرق ..
و لا أقوى على العودة … أحاول الصعود أليك فأفشل ..
تختفي أناملي ويذهب صوتي أدراج الريح ..
أبحث عنك ...

سامحني يا قلب !
جئت اليوم إليك معتذراً
وتحملني خطى الوحشة و الضياع
تتهادى أنفاسك فلا مفر و لا مهرب
كتلميذٍ خاب في امتحانه فكان عقابه التكرار و التكرار ..
و الفرق … تكراري ليس له نهاية .
تتراقص لمحات من ضوء الليل الخافت و تعود لتختفي
فتختفي معها أفكاري و لا يبقى إلا طعم الذكرى الحارق
ربما تفيق آهاتي في يوم .. وربما لا
تلازمني في صحوي و المنام

تجاسرت خطاي في غفلة من زمن الغربة الموحش و عبرت إلى شطآن الهوى و ظنت روحي و حلمت بالمنى و الغناوي
وحين لامست حدود رمالك
جذبني الريح الغاضب كمن يحمل الثأر بداخله كثورة بركان أهوج
لا يرحم و لا يعرف التروي

حدود البشر عندي تخطت حاجز اللامعقول
ونامت قصائد الفرح و راحت في سباتٍ عميق
و لا أرغب يوماً و لا أظن أني منه أفيق
يا من كنت لي يوماً ذاك الجدار الواقي
و أنهار بلمسة من غدرٍ في ثواني
أستحلفك اليوم بتلك الليالي الغوالي

هل أهداك رحيقي يوماً لحظةُ من فرح !؟
هل أتاك نبضي في ليلة يغزوك و يحملك النشوة و الشوق الملتهب ؟
ما كان ظني سوى أسراب من بشر ظننت يوماً أنهم بشر !
يقسو زماني أم تراني من قسوت عليك يا قلب ؟
سافر الحلم و أنزوي في لحظة كأنه يوماً ما أقترب

أتأمل شفق عينيك كذكرى بعيدة تحملها الغيمات و السحب
كبريق شهاب يذوب في رذاذ الدهشة ثم يهوي و ينسحب
فصحوت على خطوات الشوق تسترق السمع وتلتهب
لتسرق حنيني إليك في ليلة بلا قمر و أبقى بها أتعذب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق