السبت، 29 أكتوبر 2011

صندوقي الخشبي

مع بزوغ نور يوم جديد
أنظر إلى صندوقي الخشبي الصغير ..
وأقول له اليوم ستصل..
ستصل ..
ستصل حبيبتي من السفر..
اليوم لدي موعد مع القدر لكي اقُبل القمر ..
اليوم سأشعل الشموع ..
واجمع الورود
وارقص في غيابات المحيطات مع حوريات الخيال
سأصنع لحبيبتي من نجوم السماء عقداً ..
عقداً ماسياً لم ولن يصنعه أي عاشق ..
لا قبلي .. ولا بعدي
اليوم سأحتفل بوصول من حرمت عيني النوم..
من أسرت مشاعري وأفكاري ..
ولكي أخرج ..
يجب أن أناضل للخروج من السديم القاتم ..
المليء بالأحزان والهموم..
أخرج مسرعاً وفرحاً ومسروراً
حاملاً بين يدي صندوقي الصغير بعدما وضعت فيه قلبي روحي وعقلي
وزخرفته بدموع عيني
وطيبته بأزكى وأرق وأجمل أنواع الطيب في الوجود
برائحة الحب ..
وغلفته بأوراق عمري المتهاوية
وكان إهدائي المكتوب على أخر ورقة سقطت بالأمس
والمسطرة برموش عيني
والمكتوبة بدمع قلبي

وفيــــــها
إلى حبيبتي الغالية .. ارجوا أن تنال هذه الهدية المتواضعة على رضائك..
التوقيع حبيبك المتيم بحبك ..
وأسير مسرعاً قاصداً الميناء ..
ميناء خالي من الأرصفة والمباني ..
فقط رُسول الشوق .. وطيور المحبة ..
وابدأ بالبحث عن مقعدي بين ملايين المقاعد ..
بعضاً من هذه المقاعد ما هو خالي ..
وبعضها يجلس عليها أشخاص في حالة ترقب وخوف ..
وبعضها مهجور
أجلس
وأنتظر ..
وأنظر إلى الأفق
أنتظر وصول موجة الحب العارمة
التي تحمل حبيبتي بين طياتها
يرقص قلبي فرحاً كلما رأيت موجة قادمة ..
وأقول ..
هذه هي موجة حب حياتي ..
هذه موجة حبيبتي
هذه موجة سعادتي

ولكن !!
سرعان ما توأد هذه الموجة ،تموت وتضمحل في عرض المحيط
ولا يصل إلى الميناء إلا القليل من رذاذها
فيتبدد فرحي إلى خوف
ويستعمر القلق في نفسي

أقول ..
في الموجة القادمة ستصل حبيبتي ..
الموجة القادمة
الموجة القادمة !!
وأظل على هذا الحال
إلى أن تأفل الشمس في جوف الأفق

عندها ..!!
أدرك بأن حبيبة قلبي لم تصل بعد
أقول لنفسي .. ستصل غداً
وأبدأ بجمع نفسي المتناثرة
وأعود إلى سديمي القاتم الحزين
حاملاً بين يدي صندوقي الخشبي
وبين أضلعي حزني وألمي
ودمعي بين جفني عيني
وادخل في غيبوبي
غيبوبة الأحزان المولودة معي
إلى أن يبزغ نور الفجر لليوم التالي
ويعلن عن وصول حبيبتي بمعييته
وأبدا رحلتي من جديد في كل يوم جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق