وتهاوى الطير الجريح .. ذُبح فتناثر ريشه على الأرض وطار
بعيداً !!
كان صلباً لا تهزه العواصف ... ولا تؤثر فيه النوائب
كان صامداً .. كان قوياً
تهاوى ... سقط
ذوى كما يذوي الشمع المنصهر وسقط
تضاءل شيئاً فشيئاً !!
إلى أن أصبح ضئيلاً جداً .. بعد أن ابتسم له القدر
فجأة انهار .. لم يرحم احد توسلاته ولا صلابته
ولا قوته ولا عزمه .. إنما قسى عليه أكثر وأكثر
جعله ذليلا .. ضعيفا ... مهانا ..
لم يكن طائراً عادياً .. بل كان صقراً يسكن أعالي القمم
فهوى إلى الردى .. القاع .. وتناثر ريشه الجميل
وراح الطير الجريح يئن ...
يتخبط في دمائه .. والريش من حوله يتطاير ..
ولم يلتفت نحوه احد .. ولا أسعف جراحه احد ..
راح يحاول النهوض يائساً متخاذلاً
ولكنه سقط مرة أخرى .. يتخبط في دمائه
وتُرك يجتر مرارته وآلامه
بعد أن كان صامداً سقط
تضاءل جدا وأصبح ضعيفاً رغم ذلك لازال رأسه مرفوع
رغم جراحه ودماؤه .. نهض وهو يتخبط ثم سقط ..
ونهض مرة أخرى ..
وهاهو يقف على قدميه من جديد
يحاول لم ريشه المبعثر
ومسح جراحه .. وراح ينظر إلى القمم التي سقط منها
بعين التفاؤل
وراح يرفرف محاولاً الطيران .. ثم حلق عالياً عالياً جداً
ولم ينظر للأسفل .. بل طار بعيداً .. بعيداً
وهو مصمم على عدم العودة إلى الهاوية
بل الطيران بعيداً
بعيداً جداً !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق