أنتِ لي الشمس والظل
شمسي التي تطل
من أفق حياتي لتضيء لي دروبي في مشوار الحياة ..
وظلي الذي يستظل
رأسي تحته من هجير شمس الوحدة القاسي .
أنت لي الندى والجفاف .
تندى أجوائي بكلماتكِ الندية
حين تجف أرض نفسي من قيظ اليأس
وتجفف دمعة انهمرت على وجنتي في لحظ يأس
لم أقوى معها على المقاومة والتحمل أنت لي الليل والنهار .
ليلي الذي إليه أهجع وبه أسكن وأستكين
ونهاري الذي يأخذني إلى كل ما هو حي
ويوحي بالحيوية والأمل ..
أنتِ إلي الظلم والعدل .
ظلمتني بأسرك لي بدون قيود في معصمي
خلف قضبان محيطك المغلق المنافذ
وعدلت بمشاطرتي أعباء حبنا وعواقبه ..
فكوني لي حباً وكرهاً ..
حباً للنقاء والوفاء
وكرهاً للخيانة والخداع
وكملي نسيماً وعواصف ..
نسيماً ينعشني حين تقرب أنفاسي من النوم داخل ضلوعي
وعواصف تقتلعني من أرض يأس بفأس .
كوني لي البر والبحر ..
البر حين تتوه سفني في محيطات لا حدود لها ولا معالم
والبحر الذي أقذف بمرساة همومي داخله
حتى أستطيع مقاومة أمواج الحياة العاتية .
وكوني لي نسمة رطبة في ظهيرة يوم حارق
وخيمة تظللني من بلل زخات أمطار ألسنة البشر
وسترة تقيني قسوة البرد حين أفتقر
لأتمس دفء حنين الوطن والأهل والأصدقاء .
وكوني لي النور والظلام .
النور الذي يشق سماء كآبتي
والظلام الذي يحفني ليخفيني عن عيون الخليقة
حين أحتاج إلى الإنفراد بنفسي وبك .
وكوني لي ربيعاً تتفتق به بتلات زهور أيامي
وخريفاً يسقط أوراق الحزن من نبتة سنين عمري .
وكوني لي سقياً أمل حين تموت الضمائر
وارسم بسمة الأمل على شفاهي
بعد أن شقق العبوس سطحها وجفف أروقتها .
كوني لعيني البصر ولعقلي البصيرة .
البصر الذي يضيء لي دروبي حين تعتريها عتمة القنوط
ولعقلي البصيرة حين تذوي مقاومتي
واصطباري عندما تتهافت علي المِحن والهموم
فأفقد التمييز بين ما هو طيب و خبيث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق