الخميس، 19 أبريل 2012

أحزان عاشق

مثقل أنا بهمومي كأنها جبال الألب والطور
وسرت في دروب عشقي مترنحاً بين الظلمات والنور
وبيدي الأوراق والكتب وقلم تائه بين السطور
فجلست على الأرض منطرحاً تحت ظلال التوت والكافور
وقلبي في الهوى منهمكاً كأنه الغارق في البحور
تحملهُ الأمواج متتابعة للشواطئ فتلطمه بالصخور
ويداعبه طيف الحبيب وقد بدا عليه السرور
وتجذبه العيون على مهل لتلقيه في بساتين الزهور
ويتم الحلم مكتملاً لما حوله من الملائكة والحور
والخدم و الغلمان منتشراً بين الحدائق والقصور
والكأس بالغرام ممتلأ يروى ظمأ الصدور
وعلى الموائد ما تشتهى الأنفس من الذبائح والنحور
والطيور على أشكالها مغردة ما بين كروان وعصفور
وتمضى الأوقات مسرعةً وتتبعها النمور والصقور
وتأتى على الجميع قاضية و كأنها الحاقد الغيور
وتبدلت الأفراح بالمآتم وفتحت للأجساد القبور
وأفقت من غفوتي ثائراً كمن مسه الجان أو بات مسحور
فذهبت إلى الوديان مخاطباً كل من صادفته من العدول
أي وربى أنما الحياة دون الحبيب تحول
فما وجدت إجابة والكل عن أوصافها سؤول
وهي كالبدر ليل كماله بل والبدر منها خجول
كغصن البان في وقفتها ممشوقة بين القصر والطول
وحديثُها العذب هادئً فاق عزف الناي والأرغول
هي للقلب موجعة والأوجاع بعينيها تزول
هي العبير والنسمات وعطر الربيع بجوارها يؤل
هي الحب في ألوانه موزعاً بين الوديان والسهول
أي وربى أنما الحياة دون الحبيب تحول
فعُدت حيثما كنت تحت ظلال التوت والكافور
متمتماً بكلمات الله موقداً لأعواد البخور
أنتظر من الحبيب عودة كعودة المهاجر من الطيور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق