الأربعاء، 16 مايو 2012

دقــات الســاعة

وجلست انتظركِ جئت على موعدنا
مرت بضع لحظات أحسستها سنوات
تسرب إلي قلق عابر وترقبت الطريق
تلفت يميناً ويساراً فلم أرى وجهكِ
وبتُ في سكون لا اسمع سوى
دقات عقارب الساعة
لم انظر إليها أبداً

لم أكن أريد أن اعرف
كم من الوقت مضى
فالوقت لا يعنى شيئا في غيابكِ
تلهفت نفسي إليك
فغادرت روحي الجسد
بحثاً عنكِ
في الحقول الجميلة
في اشراقة الشمس
في ضوء القمر
في عبير الأزهار
بحثت روحي عنكِ
في كل ألوان الفرح
في متاهات الحزن والألم
فوجدت عطرك في كل زهرة
ووهج عينيكِ مع كل اشراقة
وطهركِ في كل حقل

بحثت عنك في أعماقي
فوجدتكِ متربعة على عرش قلبي
مهلا سيدتي أراكِ في كل شيء
وألمسك في كل شيء
ومع هذا افتقدك
افتقد حضوركِ
آه من ذلك الحضور
وكأن هالة من النور تسكن أعماقي
وتحتضن قلبي بكل الحنان الذي في الوجود
ففي حضوركِ يتلاشى الحزن
يتسلل من قلبي خفيه وكأنه لم
يتخذه مسكناً قبلاً
تتقلص الأوجاع وتختفي الظلمة
فلا وجود لها
في حضرة النور

وأظل أسيراً لتلك الهالة استنير
بها ظلمة طرقاتي واستلهم منها
أسباب سعادتي كشمعة تحترق
فقط من اجل أن تنير طريقي
سيدتي أخذتني الأحلام بعيداً
إلى عالم وردى حيث
اللا وجود
ولعشق حدوده السماءُ الزرقاء
وتنبهت بصوت رقيق يناديني
أحسست بلمسة حانية على كتفي
سألتني في حيرة هل تأخرت عليك ؟
نظرتُ في عينيكِ وودت لو
احتضن كل الشوق الذي تحملانه لي
أن اقبل تلك الحياة التي
وهبتني إنساناً مثلك
لكن اعذريني سيدتي
إن عجزت عن البوح
فحضورك طغى على كل شيء
فلتدعيني استمتع بهذا الحضور الأنيق
علني يوما ارتشف منه ما يروى
ظمأ روحي إليكِ

ولتنظري في عيني فقط
فهذا يغنيكِ عن ألف كلمة عشق
ولترهف السمع قليلا
إنها دقات قلبي تنطق باسمك
ولتشتم عطرك قد انساب
في عروقي كالدماء
خالطت أنفاسك العطرة أنفاسي
حتى صرت استنشق هواك
ولتلمس بيديك الحبيبتين
أعماق روحي
لتجدها موطنك

سيدتي
اعذريني إن ضاعت أحرفي
وتبعثرت كلماتي في حضوركِ
فحضورك لا تصفه أبجديه الثمانية والعشرين حرفاً
فدعيني إذاً أوجز لك
نبضي في حرفين
حاء وباء
لنجمعها معا
ليعطينا اسمك
فا أنت الحب
والطهر ولأجل عينيكِ
خُلق الهوى

سيدتي لست بشاعر لأنظم الحروف
على قافيه عشقك
لست برسام لأرسم
قلبي ينبض فقط لأجلكِ
لست معمارياً لابني القصور على حواف قلبي
وأصمم عليها أحرف اسمك
إنني فقط
رجل يعشقك بكل عمق قد يصل إليه العشق
وبكل بساطةٍ أحببتكِ
فيا نبض القلب

لا زلتي أنتِ عمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق